:. جرت سنة الله تعالى في كونه ـ والتي أطلع البشر عليها ـ أن يحدث الكسوف والخسوف في السنة الواحدة وعلى مستوى العالم ما بين حادثتين إلى سبع حوادث، وفق نظام إلهي دقيق ومحكم ومقدر، لا يتقدم ولا يتأخر.
:. وفي هذا العام 1432م يشهد العالم بإذن الله تعالى أربع كسوفات للشمس، وخسوفاً واحداً للقمر، منها كسوفان وقعا، الأول شُوهد في السعودية (29 محرم)، والثاني لم يشاهد (29 جمادى الآخرة)، وتبقى ثلاثة حوادث: الخسوف القادم والذي نحن بصدد الحديث عنه (13 رجب)، وكسوفان في (29 رجب و 29 ذو الحجة).
:. وتفاصيل حدوثه سيكون على النحو التالي: بداية الخسوف الجزئي ودخول القمر منطقة الظل عند الساعة 9:24 مساءً، وبداية الخسوف الكلي عند الساعة 10:23 مساءً، ومنتصف الخسوف عند الساعة 11:13 مساءً، وينتهي الخسوف الكلي عند الساعة 12:04 بعد منتصف الليل، وسينتهي الخسوف الجزئي عند الساعة 1:03 بعد منتصف الليل.
:. وعليه سيكون طول فترة الخسوف الكلي 100 دقيقة، بينما الخسوف الجزئي 220 دقيقة، وهذا قليل ما يقع، إذ إن آخر مرة حدث مثل ذلك عام 1421هـ (2000م)؛ وسبب طول فترة الخسوف هذه المرة؛ لأن القمر قريب من الأرض، لذا فإن جرم القمر سيقطع مسافة عريضة من ظل مخروط الأرض، هذا وسيشاهد الحدث في كل بقاع الأرض التي يكون القمر فيها فوق الأفق، حيث يشاهد المتابع القمر وهو يدخل في مخروط ظل الأرض والذي يبلغ طوله طول قطرها 221 مرة (2,819,076 كم)، وتبدأ إضاءة القمر بالتلاشي من الجهة السفلية لجرم القمر (الشرقية بالنسبة للمشاهد)، ولأن القمر يدور حول الأرض من الغرب إلى الشرق فإن الخسوف دائماً يبدأ من جانب القمر الشرقي، وللعلة نفسها يبدأ الكسوف من جانب الشمس الغربي.
:. وعلى خلاف الكسوف يحدث الخسوف في وقت واحد فوق نصف الكرة الأرضية التي يكون القمر فيها فوق الأفق، ويشاهد أيضاً بنفس الهيئة، لذا فإن صلاة الخسوف هي الصلاة الوحيدة في الشريعة التي تؤدى في معظم العالم الإسلامي في وقت واحد بداية ونهاية دون النظر إلى فارق التوقيت.
:. ومن المتوقع أن ينادى لصلاة الخسوف عند الساعة 9:40 مساءً بتوقيت مكة، وذلك اتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال"إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ" رواه مسلم.
:. وشاء الخالق أن يكون مدار القمر مائلاً عن مدار الأرض بـ 5 درجات و 8 دقائق لذا فإنهما يتقاطعان عند نقطتين تسميان العقدة الصاعدة والعقدة الهابطة فيحدث الكسوف عند الاقتران أو الخسوف عند الاستقبال ولولا هذا الميلان لتكررت حوادث الكسوف والخسوف كل شهر ولله في خلقه شؤون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق