
من جامع البواردي بحي العزيزية بالرياض
من 2 إلى 9 شعبان 1432هـ / من 3 إلى 10 / 7 / 1432هـ

د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
www.arefe.comالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه أجمعين ..
منذ سنوات والإخوة من دول متعددة من أفريقيا يدعونني لزيارتهم .. وكنت أتردد كثيرا ..
وكانوا لا ييأسون .. يقولون : يا شيخ .. أنت قبل أشهر زرت الأردن لمحاضرات .. وبعدها السودان .. لماذا لا تزورنا مثلهم ؟
كلهم يتصلون .. تنزانيا .. نيجيريا .. كينيا .. وغيرها كثير ..
بصراحة لم يكن يمنعني بُعد أفريقيا ولا مشقة الوصول إليها .. لكني كنت أظن أن العمل للعرب في أفريقيا هو إغاثة
ومساعدات أكثر منه دعوة ومحاضرات .. وعملُنا في الدعوة هو بكفالة دعاتهم ودعمهم وبناء المساجد وإرسال الكتب إليهم .. فقط ..
فدعاة العرب غير معروفين عندهم .. ولا يفهمون لغتهم ..
هكذا ظننت ..
حتى زارني بعض الدعاة من تنزانيا شرحوا لي الحال .. وذكروا أنهم زارهم
الشيخ د/ خالد المشيقح ، والشيخ د/ أحمد حسن المعلم ، وكان حضور الناس وتفاعلهم رائعاً ..
وذكروا أنهم بحاجة إلى دورات علمية ، وأخرى تدريبية في فن الدعوة والإلقاء ومخاطبة الجماهير ..
استخرت .. وتوكلت على الله تعالى وسافرت إلى تنزانيا ..
ملاحظة هامة جداً :
هذا التقرير ليس جهدي الشخصي ، بل الإخوة الكرام كتبوه ، فعرضوه عليَّ فوضعت عليه
لمسات ، وتولى بعضهم التنسيق والإخراج ووضع
الصور فيه ، ومع اعتراضي على كثرة الصور إلا أنهم حذفوا الكثير ، وتركوا ما
ذكروا إنه مهم جدا لحفظ مستوى الإخراج.. فهو اجتهاد .. فإن كان هناك ملاحظة أو خطأ فأنا
أعتذر عن نفسي وعنهم..
لمسات ، وتولى بعضهم التنسيق والإخراج ووضع
الصور فيه ، ومع اعتراضي على كثرة الصور إلا أنهم حذفوا الكثير ، وتركوا ما
ذكروا إنه مهم جدا لحفظ مستوى الإخراج.. فهو اجتهاد .. فإن كان هناك ملاحظة أو خطأ فأنا
أعتذر عن نفسي وعنهم..
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
الأربعاء 13/8/1432هـ 15/7/2011م
وهذا تقرير عن زيارتي للبلد الطيب تنزانيا .. أنشره تشجيعاً لإخواني الدعاة .. وبياناً لحال أفريقيا وحاجتها
إلى الدعاة العرب ..
إلى الدعاة العرب ..
من الشمال، ورواندا واورندي والكونغو من الغرب، وزامبيا وملاوي وموزمبيق من الجنوب،
مساحة تنزانيا : مساحة تنزانيا فتبلغ نحو 925 ألف كيلو متر مربع.

عدد السكان : يبلغ تعداد السكان في تنزانيا نحو سبعة وعشرين مليون نسمة .
نوعية السكان : السكان مختلفو الدماء والعروق، تغلب عليهم الدماء الزنجية، ويوجد عرب يمنيون عددهم
قرابة المليون .
اللغة : توجد في تنزانيا مجموعة من اللغات وتعتبر اللغة السواحلية أشهرها وهى لغة عامة ، أما لغات
(الماساى) و(الشامبولا) و(نيامويزي) و(جندا) فتعتبر لغات محلية تتكلم بها مجموعة من القبائل.
الأديان : عدد السكان في تنزانيا 27 مليون نسمة ، منهم 17 مليون مسلمون ، و7 ملايين نصارى ، أما الوثنيون
فيبلغ عددهم نحو مليوني نسمة . بينما يبلغ عدد الهندوس وغيرهم نحو مليون نسمة .
السفر إلى تنزانيا سهل ، والتذكرة بالدرجة السياحية لا تتجاوز الأربعة آلاف ريال .
تقرأ هنا :
· سائق يلحقنا يسأل عن الإسلام ..
· حضور وإقبال هائل على المحاضرات .
· العمل الدعوي المتاح في تنزانيا ..
· شعبان يقول : أعطوني مصحفاً !!
· زنجبار .. ولقاء مع نائب الرئيس ..
بداية الرحلة :
اليوم الأول : الأحد 2/8/1432هـ 3/7/2011م
1/ الساعة 3.30 عصراً إلى 5.00 عصراً:-
أقلعت من مطار دبي بالخطوط الإماراتية ، الساعة الحادية عشرة صباحا ووصلنا دار السلام عاصمة
تنزانيا ، الساعة الرابعة عصرا .. الرحلة خمس ساعات فقط ..
وصلنا إلى مطار دار السلام وكان في استقبالنا أمير دار السلام ، ويسمونه هناك ( شيخ محافظة دار السلام )
وعدد كبير من المشايخ والدعاة على رأسهم الشيخ عبد القادر الأهدل ، وأخوه الشيخ نور الدين كشك ، والشيخ
سعيد عبري ، وجمع من المشايخ الفضلاء ..

في قاعة الانتظار عند وصولنا ويبدو في الصورة الشيخ عبد القادر الأهدل

كانت السيارة جاهزة لاستقابلنا

عند ركوبنا السيارة في المطار ويبدو في الصورة الأخ عارف النهدي /داعية
لي طبعٌ حازم في أسفاري هو أني لا أعطي جوازي لأحد ليختمه .. ولا أعطي أوراق العفش لأحد ليحضره .. بل
أتولى ذلك بنفسي أو أكون معه .. لأني سبق أن فقدت عفشاً .. ومرة ضاع جوازي .. إي والله!!
لكنهم غلبوني وأخذوا أوراق العفش .. وكان 12قطعة .. وضعوها في السيارة .. فلما جئت أتأكد منها .. وجدتها
كلها إلا حقيبتي !!
دخلت بنفسي .. وبحثت وحدّثت الموظفين .. حتى يسر الله ووجدناها ..
/ من الساعة 5.30 عصراً إلى 8.00 مساءً:-
وصلنا الفندق قبيل المغرب ، وكان في ترتيب الجدول لقاء أخوي مع المشايخ والدعاة وطلبة العلم
ورؤساء المؤسسات الخيرية ..

لقاء مع الدعاة
كان اللقاء مهماً لواقع البلاد وأهم المشاكل التي تمر على الساحة الدعوية ، ويمكن أن نلخص كلامي في اللقاء
بنقطتين رئيسيتين :
أ/توحيد الصف وعدم التفرق ، والتناصح بالحكمة والأسلوب الحسن .
ب/ (أمسك عليك لسانك ) التحذير من أن يشاغل العاملون في الساحة الدعوية بذم بعضهم بعضاً ، وإهمال
من أُمروا بدعوتهم من أهل البلد النصارى والوثنيين ، والمسلمين المقصرين ، وعدم إفساد ذت البين بالجرح
في العلماء والعاملين في ساحة الدعوة بالشتائم والسباب ، وإنما التناصح بالحكمة والموعظة الحسنة .
وكان عدد الحاضرين حوالي 80 شخصا كلهم من رؤساء الجمعيات الخيرية وبعضهم قارب سنه
السبعين سنة ، وبعد ذلك تناولنا وجبة العشاء في الفندق ، وكان عشاء الاجتماع بدعوة من مضيفنا
الشيخ المحسن الكبير منيف أبو عبد الله ، وهو من اليمنيين المولودين في تنزانيا ، ومن وجهاء البلد .

لقاء مع الدعاة
سألني أحدهم : لماذا نسمع عن الدعاة العرب دائماً في أمريكا وأوروبا ونحن لا يأتينا أحد .. يا شيخ .. أرجوك
الدعوة عندنا حية والناس يدخلون في دين الله أفواجاً .. زورونا .. ادعمونا ..
شكرته .. ووعدته خيرا ..

/ من الساعة 10,00 مساءً حتى 11.00 مساءً :-
خرجنا من لقاء الدعاة إلى لقاء على الهواء مباشرة في قناة مشهورة جدا في تنزانيا وما حولها ويتابعها الملايين
اسمها (chanel ten)لمدة ساعة ..
تحدثت في مسائل عن التوحيد والتحذير من الشرك والسحرة والمشعوذين ، وعن اللجوء إلى الله تعالى في
جميع أمورنا وأهمية الدعوة وإعطاء صورة حسنة عن المسلمين أمام النصارى والوثنيين ..
تحدثت أيضاً عن أهمية العيش بسلام وإن اختلفت الأديان .. فقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم بسلام مع
اليهود ما داموا غير محاربين له .. وكان يدعوهم إلى الله حتى أسلم منهم عدد ..
وحرّصت على المحافظة على الأمن .. والحذر من الحروب الأهلية ..
وفي آخر اللقاء دعوت كثيراً لأهل تنزانيا وجميع المسلمين ، وهو قوم يحبون الدعاء جداً ، وكان اللقاء مترجما
إلى اللغة السواحلية .

في استوديو قناة ( شانل تن )
لا شك أن الدعاء لأهل البلد الذي تزوره في ختام المحاضرات واللقاءات .. مهم جداً ..
لأنه يدل على محبتك للبلد وأهلها .. وصدق نيتك في زيارتهم .. وسلامة قصدك ..
وهو أيضاً يفتح الباب لغيرك من الدعاة .. ويسهل عملهم ..

في استوديو قناة ( شانل تن ) وفي الصورة الشيخ سعيد عبري حيث تولى الترجمة للغة السواحلية
خرجنا من القناة الساعة الحادية عشرة تقريباً ..
شكرت موظفي القناة .. ودعوت لمالكها لفتحه المجال للدعوة والدعاة .. لأشجعه على الخير ..

عند خروجنا من قناة شانل تن
اليوم الثاني : الاثنين 2/8/1432هـ 4/7/1432هـ
1/من الساعة 8.00 صباحاً حتى 12.00 ظهرا:-
أصبحنا وأصبح الملك لله ..
افتتحنا صباحنا بدورة علمية تدريبية بعنوان ( فن الدعوة والخطابة ) ، وكان عدد الحاضرين
حوالي 500 داعية جاؤوا من مناطق متفرقة ، وكانت في قاعة ( ووتر فرونت ) في العاصمة دار السلام .
كان تفاعل الإخوة رائعاً .

دورة فن الإلقاء
أثناء الدورة كان الطلاب يسألون كثيراً عن الخلاف بين الدعاة .. واشتغال بعضهم ببعض .. والانشغال بتتيع
أخطاء الجمعيات الإسلامية .. وملء المجالس بالغيبة .. حتى إن بعضهم أهمل دعوة النصارى والوثنيين .. وصرف
وقته في تتبع زلات إخوانه !!
حذرتهم من ذلك .. وذكرتهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر من آمن بلسانه , ولم يدخل الإيمان
قلبه ,لا تغتابوا المسلمين ، ولاتتبعوا عوراتهم , فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته , ومن يتبع الله
عورته يفضحه في بيته ) ..

جانب من الحضور في دورة فن الخطابة والإلقاء
أخطاء الجمعيات الإسلامية .. وملء المجالس بالغيبة .. حتى إن بعضهم أهمل دعوة النصارى والوثنيين .. وصرف
وقته في تتبع زلات إخوانه !!
حذرتهم من ذلك .. وذكرتهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر من آمن بلسانه , ولم يدخل الإيمان
قلبه ,لا تغتابوا المسلمين ، ولاتتبعوا عوراتهم , فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته , ومن يتبع الله
عورته يفضحه في بيته ) ..

جانب من الحضور في دورة فن الخطابة والإلقاء

لطول الوقت أردت أن أنشطهم فطلبت من الجميع الوقوف ورفع أيديهم ..
لطول الوقت أردت أن أنشطهم فطلبت من الجميع الوقوف ورفع أيديهم ..

لطول الوقت أردت أن أنشطهم فطلبت من الجميع الوقوف ورفع أيديهم ..

لطول الوقت أردت أن أنشطهم فطلبت من الجميع الوقوف ورفع أيديهم ..

الطالب عمر يقف لتطبيق بعض المهارات التي يتدربون عليها

طالب آخر يطبق المهارات
طالب يطبق المهارات

طالب يطبق المهارات
2/ من الساعة 12.30 ظهرا حتى الساعة 3.00 عصراً :-
كان معالي السفير السعودي الأستاذ الفاضل / علي الجربوع ، الأديب الأنيس ، قد اتصل بي وأنا في
المطار ، وأصر على اللقاء في بيته ، وفعلاً تناولنا وجبة الغداء يوم الإثنين في بيته ..
السفير رجل فاضل له تعاون مع الإخوة في دعم الخير .. وتحفيظ القرآن ..
ووجدته على معرفة شخصية بكل الدعاة الذين حضروا الغداء معي .. مما يدل على تواصله
وسعة علاقاته ..

في منزل معالي السفير الأستاذ/ علي الجربوع
/ بعد صلاة المغرب إلى العشاء :-
بعد صلاة المغرب أقمنا محاضرة عامة بعنوان ( التوحيد وأثره في الحياة ) في مسجد ( إمتورو ) في
دار السلام ، حيث إمتلأ المسجد ، مع أن هذا المسجد من الجوامع الكبيرة في دار السلام ، وكان المترجم
هو الشيخ نور الدين الأهدل ..
ويعجبني في ترجمته أنه يتفاعل جدا مع الترجمة .. ويعيش الموقف ..
لأني أُبتلى أحياناً بمترجمين باردين .. يطفئ حماسك ..

محاضرة : التوحيد وأثره في الحياة
بعد المحاضرة سألهم المترجم إن كان أحد لديه سؤال .. فتفاجأت بأيد كثيرة ترفع ..
فقال لهم : سنأخذ ثلاثة أسئلة فقط ..
من الجهة اليمنى سؤال .. ومن الوسط سؤال .. ومن الجهة اليسرى سؤال ..
وكان السائل يتقدم عند المترجم ويطرح السؤال بالميكرفون ..
أعجبني تنظيمهم .. وجرأتهم .. وأدبهم ..
فقال لهم : سنأخذ ثلاثة أسئلة فقط ..
من الجهة اليمنى سؤال .. ومن الوسط سؤال .. ومن الجهة اليسرى سؤال ..
وكان السائل يتقدم عند المترجم ويطرح السؤال بالميكرفون ..
أعجبني تنظيمهم .. وجرأتهم .. وأدبهم ..

محاضرة التوحيد وأثره في الحياة

في صلاة العشاء .. حتى المعاقون حرصوا على الحضور .. ما أطيبهم !!
/ بعد صلاة العشاء إلى الساعة 10.00 مساءً:-
خرجنا من المحاضرة وتوجهنا لتناول العشاء في بيت الشيخ / سعيد بن حمد بن عبري ، مع المشايخ
وطلبة العلم ، وكان من بين الحاضرين الأخ الداعية / يوسف عبدي يوسف ، الذي قدم من كينيا للسلام
ودعوتي لزيارة كينيا ، وهو شاب موفق له نشاط في إذاعة إسلامية هناك .. ومحبوب بين الناس ..

جلسة العشاء
توجهنا للدورة العلمية التدريبية الثانية بعنوان ( فن التعامل مع الناس + أخلاق الداعية )
وكان عدد الحاضرين أيضاً حوالي 500 داعية ولله الحمد ، في قاعة ( ووتر فرونت ) في العاصمة دار السلام . وتم
بعد نهاية الدورة توزيع الشهادات بحضور شيخ محافظة دار السلام ( أمير المحافظة ) ..

هديته ورجع لكرسيه ..




تتعطل دعوة الداعية .. وليقطع الطريق على النمامين والمفسدين .. وأهمية حسن الظن .. والرفق
بالناس .. وعدم العجلة ..


وإشعارهم بوجود ذكرى بعد نهاية الدورة .. وقد كان السلف يكتبون إجازات علمية للطلاب إذا
أنهوا الكتب أو حفظوا القرآن ..
التي يقصدها السياح العرب للصيد والقنص ، وفيها مسجد كبير ..

مقدمتهم الأخ / بدر مرعي .

ففي الطريق من المطار إلى مدينة أروشه ، كان هناك عدد من الدعاة يقيمون دورة في تدريب معلمي
اللغة العربية على مهارات تعليم اللغة ..
وهي دورة تقيمها جمعية ( العربية للجميع ) الخيرية ، فدعونا لزيارتهم ، واللقاء مع الطلاب ، وكانوا في
منطقة ( مودي – موشي ) ألقيت كلمة لمدة نصف ساعة عن أهمية اللغة العربية وتكريم الله تعالى لها بأن أنزل
بها القرآن ، ونبهت إلى أهمية تعليم العربية لغيرهم كان عددهم قرابة الأربعين من الرجال ، ومثلها من
النساء كلهم متخصصون في تعليم اللغة العربية أصلاً.. فهي دروة تطويرية ..
نزأنزا بها القرآوأخبرني الأخ أبو عبد الرحمن المضحي القاءم على الدورة ، أن المتقدمين بالمئات لكنهم
اختاروا منهم هذا العدد ، فسألته : هل تصرفون لهم رواتب أو مكافأة ، فقال : لا ، بل يأتون على
حسابهم ، نحن فقط نوفر السكن والإعاشة ، فحمدت الله أن أمتنا لا تزال بخير ..
صلينا معهم الظهر والعصر في مسجد المدرسة .




لم نفطر ولم نتغدّ .. فاقترحت أن نأخذ تصبيرة فواكه حتى ييسر الله لنا العشاء ..



/ بعد صلاة المغرب إلى العشاء:-
في أروشا بحضور عدد كبير جدا فاق التوقعات ، لدرجة أن الناس يطلون علينا من النوافذ يتابعون ، وكان
المترجم الشيخ نور الدين الأهدل .
وكان تفاعل الناس وإنصاتهم متميزاً .. تحدثت عن الدعوة إلى الله تعالى .. وأهمية الاهتمام بالتوحيد ..
ثم تحدثت عن أهمية الصلاة .. وتعظيم الدين والثبات عليه ..
وطرق دعوة شركائهم في الوطن من النصارى والوثنيين ..



( الموز المطبوخ ، أكلة العروق (مهوقو) ، ماخمري ، شاباتي ... ) وغيرها .
وكنت أمازح الجالسين وأعلق كثيرا على الأكلات وأثني عليها .. وكانوا يقربون لي الرز فأقول لا أريده
فهذا أجده في ديار قومي .. !!


كينيا وشمال تنزانيا يكرسون


نريد منهم غير ذلك ..


بدأت الكلام .. وكان صعباً عليّ جدا .. لأني مُطالب بالاختصار .. فنحن واقفون تحت الشمس المحرقة .. وفي أي
لحظة قد يهجم سياح أوروبيون .. فيقطعون اللقاء .. الوقت ضيق جداً .. فكيف أجمع ما أريد في دقائق ..
تكلمت عن إجابة الأسئلة الثلاثة : من الخالق ؟ ولماذا خلقنا ؟ وأين نذهب بعد الموت ؟
كان الأخ نور الدين يترجم للغة السواحلية وملكهم يترجم لهم بلغتهم الخاصة ..
لاحظت أنهم كانوا أحيانا يصفقون بعد كلام المترجم نور الدين مباشرة قبل أن يترجم لهم الملك .. فيسكت
ملكهم عن الترجمة ويطلب مني المواصلة ، ففهمت أنهم إذا فهموا من المترجم مباشرة صفقوا إشارة
إلى عدم الحاجة للترجمة من ملكهم ، وبصراحة هذا وفر لنا وقتاً ، بعدها تحدثت عن الأنبياء
وبعثتهم ، وعن الإسلام ، كان اللقاء ممتعاً وهم متأثرون ، وتلوت عليهم القرآن مرتلاً ..
كانوا متابعين بحرص ..
بدأت سيارات السياح تتوافد .. وقفوا قريبا منا .. نزل الأوروبيون وبدؤوا يصوروننا ، فجعل هؤلاء
الوثنيون يتلفتون ، فرأيت أنهم يرغبون في الاختصار ، فطلبت منهم مباشرة الدخول في الإسلام
ونطق الشهادتين ، فوافقوا ورفعوا أيديهم ونطقوا الشهادتين وتمت ترجمة معناها لهم .. وهم أكثر من
40 شخصاً من القبيلة ..
أنا أعلم أنهم ربما تلفظوا بالشهادتين مجاملة لنا ، لكني اتفقت مع الإخوة على التواصل معهم ، وتعيين
داعية ، ومتابعتهم ..
توجه أفراد القبيلة إلى السياح وبدؤوا في رقصاتهم ..

وشكرني ..

تابع بعض كلامي مع أفراد القبيلة لما دعوناهم للإسلام ..
فأقبل إليّ وقال ( Tell me aboutIslam ) .. حدثني عن الإسلام .. كان شاباً في أواخر
العشرينات من عمره .. فرحت به وحدثته .. فنطق الشهادتين ..
بصراحة : كان فرحي بإسلامه أكبر من فرحي بإسلام القبيلة .. لأني أشعر أنه أسلم بقناعة
وإقبال .. وبالتالي فسوف يبحث هو بنفسه عن الإسلام ويتعلمه .. أكثر ممن تلفظوا بالشهادتين

الثروة الرئيسية للماساي هي البقر

في الطريق عائدين إلى المطار بعد زيارة قبائل الماساي



وصولنا إلى دار السلام قادمين من أروشه
كان مقرراً أن نسافر إلى محافظة (موروقورو) ففيها مقرّ إذاعة الإيمان ، ومسجد كبير ..
في الطريق توقف الأخ عارف فجأة في محطة وقود .. فقلت : لماذا توقفت ؟
قلت : يا شيخ امش .. لا نتأخر ..
قال : لا .. سنحضر لك شيئاً تحبه ..
قلت : إيش يعني .. الجنة ..
قال : لا .. أولادك ..
بعض الشباب .. وهم راجعون الآن من موروقوروا وأنا ذاهب إليها .. فأراد الإخوة أن أراهم في
وسط الطريق ..


حيث تناولنا الغداء في مطعم ..


كان شاباً في الخامسة والعشرين تقريباً ..
قلت : الحمد لله .. مسلم .. قال : الحمد لله .. ثم بدأ يصرّ عليّ أن أشتري منه ..

قال : ماذا .. فقال له أحدهم : الفااااااااااااااتحة ..
فعرفت أنه سيفهمها لأنهم بعد الصلوات أو في العزاء يقولون : الفااااااااااتحة .
. فيقرؤونها ..
فقال لي : لا أحفطها !!
قلت : أنت مسلم .. كيف لا تحفظها ..
فقال : ما عندي مصحف ..
لقنته الفاتحة وردد ورائي ..
فعرفت أنه سيفهمها لأنهم بعد الصلوات أو في العزاء يقولون : الفااااااااااتحة .
. فيقرؤونها ..
فقال لي : لا أحفطها !!
قلت : أنت مسلم .. كيف لا تحفظها ..
فقال : ما عندي مصحف ..
لقنته الفاتحة وردد ورائي ..

ثم ركبنا السيارة .. واتصلت بأحد الإخوة في الرياض .. ليشحن لهم مائة الف نسخة من كتاب
( العشر الأخير ) باللغة السواحلية .. وهو يحتوي على الفاتحة والأجزاء الثلاثة الأخرة من القرآن .. مع
أحكام عقدية وفقهية ..
( العشر الأخير ) باللغة السواحلية .. وهو يحتوي على الفاتحة والأجزاء الثلاثة الأخرة من القرآن .. مع
أحكام عقدية وفقهية ..

ثم واصلنا طريقنا .. وكان الإخوة يحدثوني بشدة حاجتهم إلى المصاحف باللغة السواحلية ..
( وهي تباع في مصر بما يعادل دولار واحد ) ..
لم يجد صاحبي إلا 15.000 نسخة من الكتاب فاشتراها .. تم شحنها إليهم بحمد الله ..
( وهي تباع في مصر بما يعادل دولار واحد ) ..
لم يجد صاحبي إلا 15.000 نسخة من الكتاب فاشتراها .. تم شحنها إليهم بحمد الله ..
وقفنا عند مسجد بنته الأخت بدور السعيدان ..



وصلنا إلى مدينة موروقورو .. قبيل المغرب ..
المحاضرة منقولة على الراديو مباشرة ( راديو إيمان ) ..
وكذلك كل المحاضرات كانت تنقل على الهواء مباشرة .. حتى التي في دار السلام وغيرها ..
كان الحضور غفيراً لدرجة أن الإخوة وضعوا شاشة خارج المسجد ليشاهدها المزدحمون في الخارج ..


قافلتهم على سبع سيارات إسعاف ، وثلاث شاحنات أغذية ومواطير كهرباء وأدوية ، وسبع سيارات
جيب .. على رأسهم الشيخ / وليد السعدي ..
تحدث الشيخ وليد السعدي بعد محاضرتي عن وضع إخواننا في غزة ..




الكيلومترات ليصلوا إلى غزة ..
توجهنا للعشاء في بيت أخينا الكريم / أبو فهد بالهابوع .. ولم تخل المائدة من الموز
المطبوخ والشاباسي ..

ما معنى أنا أحبكم ؟
قالوا : ناكو بانديني ..
فكتبتها في ورقة ..
قلت : ما معنى أشكركم ؟
قالوا : ناكو شكروني ..
فكتبتها ..
ناكو شكروني ..
دعوت آخر اللقاء لأهل تنزانيا .. والمسلمين عامة ..

وكنا متعبين لأننا تأخرنا البارحة في النوم ..
لكننا كنا مضطرين للتبكير لندرك صلاة الجمعة في دار السلام ..

رعاية اليتيم شهرياً 200ريال .. وهؤلاء الأيتام مات والداهم بأسباب متعددة كحوادث السيارات وأمراض السرطان والإيدز ..

واصلنا سفرنا رجوعاً إلى دار السلام ..
كان الإخوة معي يتحدثون عن شدة الزحام في المدينة التي ستعطل سيرنا عند
وصولنا .. وأنه قد تفوتنا صلاة الجمعة بسبب ذلك ..
فقام أحد الإخوة بالتصال بالأمن والشرطة .. ونسقنا أن يستقبلنا من يمشي
أمامنا يفتح لنا الطريق ..
فكان ذلك بحمد الله ..

(فندق تنسوما) .. فاختصرنا الوقت من أربع ساعات زحام .. إلى
ربع ساعة !!
شكرت الشرطة .. وكافأتهم بما يسر الله ..
توجهت لخطبة الجمعة في مسجد (كجنقاني) في حي ( ماغوميني ) ، في
دار السلام ، وهو مبني على نفقة المرأة الصالحة / حصة بنت محمد ، زوجة ا
لشيخ زايد رحمه الله ، وأم الشيخ خليفة رئيس الإمارات حالياً ..
تحركنا من الفندق إلى المسجد أمامنا الشرطة لفك الزحام .. كان في إستقبالنا في
المسجد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات والمؤسسات الإسلامية في تنزانيا
الشيخ / موسى كانديشا ، دخلنا مكتبهم إلى أن حان وقت الخطبة ،
كان الحضور كبيراً بالآلاف ..


تحدثت في الخطبة عن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وذكرت قصصاً
للصحابة .. وبينت كيف تكون المحبة الشرعية .. وفي الخطبة الثانية تحدثت عن
التوحيد وأهميته والتحذير من السحر .. وأهمية حفظ أمن البلد ..




الجمعة للغة السواحلية ، وتبدو خلفي الساعة السابعة لأنهم يوقتون
بتوقيت الشروق والغروب
كعادتهم في حب الخير الدعوة والخير ..

التي القيتها.. فأعجبني كثيراً حرصهم .. ونشاطهم .. وإبداعهم بالرغم من
قلة الإمكانات ..

بعد الخطبة .. توجهنا للغداء في بيت الشيخ /عبدالقادر الأهدل ، وشاركنا
في الغداء عدد من منسوبي السفارة السعودية والسفارة الإماراتية ،
وكان الحضور مميزا بإستضافة والد الشيخ عبدالقادر الأهدل .

وكان الحضور غفيراً ، بخلاف ما توقعته عند حضوري لتنزانيا ، فكنت أظن أن حضور العامة لا يكون
للعرب بل فقط للتنزانيين .. فإذا الأمر على خلاف ما توقعت ..
وقد حدثني الإخوة أن الناس سمعوا المحاضرات السابقة في الإذاعة .. وسمعوا الكلام عن التوحيد
والشرك والسحر والشعوذة .. وطلبوا أن أطرح موضوعاً جديداً ..
فكان موضوع فضائل الذكر .. من أحسنها ..






1/من الساعة 6.00 صباحاً حتى 9.00 صباحاً:-
اقترح الإخوة علي قبل وصولي إليهم أن أزور جزيرة زنجبار .. ووضعوها في الجدول المعد للزيارات ..
وزنجبار هي بلد مجاور لتنزانيا .. نسبة المسلمين فيها 100% تقريباً ..
أهلها ناس طيبون أفاضل .. أهل خير وكرم .. عددهم يقارب المليون نسمة ..




الدعاة في زنجبار ، لكنه أصيب بجلطة في السنين المتأخرة .. قيدت من نشاطه لكنه لا يزال شعلة ..




3/ من الساعة 12.45 ظهرا إلى 3.00 عصراً
العصر .. لكني لاحظت الحضور لا بأس بهم .. فأشرت للمترجم وألقينا كلمة مختصرة


من سكان زنجبار ومن أهلها ..

اشترينا شيئاً يسيراً .. ثم ارتحنا إلى صلاة العصر ..


في سوق زنجبار

4/ من الساعة 4.00 عصراً إلى الساعة 6.00 مساءً:-
خرجت لصلاة العصر في مسجد الصحابة في زنجبار وألقيت محاضرة
بعنوان ( محبة الصحابة ) تحدثت فيها عن
فضل الصحابة الكرام ، وجهدهم في الدعوة إلى الله تعالى ، وحمايتهم لجناب
التوحيد ، وكان المترجم هو نور الدين كشك ، كان مسجداً كبيراً يتكون
من طابقين .. وقد امتلأ المسجد بطابقيه .. رجالاً ونساءً وأطفالاً .. بل
وقوف عند الأبواب والنوافذ .. مع شدة الحر والشمس ..



خرجت فوجدت الناس جاءوا على أقدامهم ومنهم جاء على دراجة .. من شدة
حرصهم على الخير والدعوة ..



جاءوا بكل الوسائل وكان النساء في الدور الثاني

حيث زرت إذاعة النور الإسلامية .. والتقيت ببعض القائمين عليها .. وكتبت
لهم في سجل الزيارات كلمة وتزكية ..

5/ بعد المغرب إلى العشاء :-
الأستاذ/ سيف شريف أحمد ، حيث أبدى سروره
وفرحه بزيارة المشايخ لجزيرة زنجبار ، وحثني على دعوة المشايخ للإكثار
من زيارة زنجبار .. وأن هذا أقوى الأساليب
لمنع هجمات النصارى لتنصير زنجبار ..


وصلنا دار السلام وتوجهنا للعشاء في منزل الأخ /محمد سالم حسان ، أخوال
أخينا الشيخ زكي ..
هذا هو اليوم الأخير لي في تنزانيا .. وكان سفري للرياض الساعة الخامسة
عصراً ..
خرجنا صباحاً لزيارة مركز الحكمة التعليمي الشرعي في دار السلام ..
وهو مركز يدرس فيه مجموعة من أميز الطلاب والطالبات بعضهم من ابناء
وجهاء البلد ..
ويهتم بالدروس الاعتيادية إضافة إلى زيادة مواد تتعلق بالعلوم الشرعية .. و
حفظ القرآن والسنة ..
فيه ستمائة طالب وطالبة .. يقوم عليه الشيخ / عبد القادر الأهدل .. واستمعت
لبعض الطلبة المتميزين ..







أهل تنزانيا طيبون ولهم حب للدعوة والدعاة



الناس يحبون الدعاء فكان لا بد من ختم اللقاءات بالدعاء


كانت تنفس عنا .. انطفأت )


لاحظت أن العمامة أسهل لبساً وأخف على الرأس من الغترة التي ابتلينا بها ..
ومن أراد من الإخوة الكرام دعم النشاطات التي يقوم بها الإخوة هناك فيمكنه
الوصول إليهم عن طريق الجمعيات الخيرية ..
كتبه/ لجنة التقارير بمركز الحكمة الخيري – دار السلام – تنزانيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق